تدبر و تفسير سورة الفلق
📢📝 *تفسير و تدبر سورة الفلق من دورة الأترجه .*
🔮 قال تعالى :
{ *قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)* }
🔮قال الله - عز وجل : 📖﴿قُلْ﴾ ، وهذا يدل على العناية والاهتمام .
📖﴿أَعُوذُ﴾، أي ألتجئ وأعتصم.
📖﴿بِرَبِّ الفَلَقِ﴾، أي برب الصبح .
💦 وقيل : إن الفلق هم الخلق ، وهذا القول له معنى ، لأن كل خلق الله ينفلق من شيء آخر ، نحن انفلقنا من البويضة و من الحيوان المنوي ، وهكذا هذه الأشجار والحبوب والزروع والثمار ؛ كلها منفلقة.
💦وقيل إنه وادٍ في جهنم ؛ أو أسم لها
وأشهر الأقوال أن الفلق هو الصبح .
❗فإن قلت : ما المناسبة بين الفلق بمعنى الصبح وهذه التعويذة ؟
💦 فكأن الإنسان الذي يأخذ بهذه السورة مثل الذي يقبل على الصباح بعد ظلمة الليل ، فهو يفرح به ...
🕯فكذلك هذه السورة إذا أخذت بها كأنك أصبحت بعد ظلمة الخوف والهمِّ والوقوع في البلايا والشرور والمضرات.
💦ثم جاء بتعويذةٍ عامةٍ:
﴿ *مِن شَرِّ مَا خَلَق*َ﴾
💦 أي من شر كل شيءٍ خلقه الله -سبحانه وتعالى - ، حتى من نفسك ومن ولدك وأهل بيتك ، من شر كل شيء خلقه الله - سبحانه وتعالى .
🔮ثم قال سبحانه :
📖﴿ *وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَب*َ﴾
💦 أي ومن شر الليل إذا دخل ..
❗ولماذا استعاذ بالليل ؟
💦 لأن الليل تقع فيه كثيرٌ من الشرور ، ويتخفى فيه كثير من الأشرار ، ففي الليل يجتمع اللصوص، و تقطع الطرق ، و تنتشر الهوام ّ....
إذن فنحن نستعيذ بالله من شر الليل إذا دخل.
💦 وقد ورد في الغاسق حديث رواه الإمام مسلم أن النبي –صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة وهو يشير للقمر :
« يا عائش استعيذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب »..
💦 وهذا قد يُشكِل عند بعض الناس ، ولا إشكال فيه ، لماذا ؟
لأن القمر هو آية الليل ، ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ﴾ [الإسراء: 12] ، فالنبي -صلى الله عليه وسلم - أشار إلى آية القمر التي هي أخص من الليل ليُبيِّن أنه يريد به القمر والليل .
🔮قال تعالى :
📖 ﴿إِذَا وَقَبَ﴾
💦 أي إذا دخل .
📖 ﴿وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ﴾
💦 أي وأستعيذ برب الفلق من شر النفَّاثات في العقد ..
💦 والنفَّاثات هنَّ السَّواحر ..
💦 والنَّفث هو النفخ بغير ريق ، النفخ بغير ريق يسمى نفثًا، وإذا كان بريق يسمى تفلًا .
🔮 قال تعالى :
📖 ﴿وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ﴾ 💦أي السواحر .
📖 ﴿فِي العُقَدِ﴾
💦 إذا عقدن السِّحر، فهنَّ يعقدن سحرهنَّ ثم ينفثن عليه ليتمَّ لهنَّ السحر أو ليتمَّ لهنَّ ما يردن .
﴿وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ﴾
💦 النَّفَّاثات هي الأنفس التي يقع منها السحر ، و يشمل الرجال ويشمل النساء ..
💦 وإنما نُصَّ على النَّفَّاثات والسحر لأنه شيءٌ خفيٌّ لا يستشعره كل أحد، ولا يستطيع الإنسان أن يسلم منه ، فهو الآن يلجأ إلى الله -عز وجل- في دفع هذا الشر عن نفسه.
🔮قال الله -عز وجل : 📖﴿ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾
💦 هذا مستعاذ منه آخر ، وهو الحاسد إذا حسد .
💦 أي إذا أمضى الحسد، ولم يقل :
" ومن شر حاسد "
بل جعل الحاسد إذا حسد، لأن النفوس لا تسلم من الحسد ، ولكن من الناس مَن يُمضيه ، ومن الناس مَن يردُّه بإيمانه بقضاء الله وقدره .
💦هذه السورة في الشرور الخارجية التي تحيط بالإنسان ولا قدرة للإنسان عليها، ولذلك كان المستعاذ منه واحدًا -برب الفلق.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتكم تسعدني