تدبر وتفسير سورة النصر

📢📝 *تفسير و تدبر سورة النصر من دورة الأترجه* .

💎 تسمى سورة النصر ، و إذا جاء نصر الله ، و سورة الفتح ، وتسمى أيضًا في بعض كتب التفسير سورة التوديع ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قرأها عرف بعض الصحابة أنها أجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

💎 هذه السورة جاءت بعد فتح مكة ، وأكثر العلماء على أنها آخر سورةٍ نزلت من القرآن ، وهذا رأي ابن عباسٍ وابن عمر -رضي الله تعالى عنهم .
⛔ فإن قيل : أليس آخر شيءٍ نزل من القرآن : ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾ [البقرة: 281] ؟
⭕قلنا: نعم، تلك آخر آيةٍ، وهذه آخر سورةٍ .

🔮 يقول الله - عز وجل : 📖 ﴿ *إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ*﴾
💦 يعني إذا جاءك يا محمد النصر الذي نزل من عند الله عليك ، و الذي تغلَّبتَ به على أعدائك .
💦 المقصود به فتح مكة.
💦 وسُمي فتحًا لأن الله - عز وجل - فتح به بلاد العرب كلها ، فلما فُتحت مكة تذللت جزيرة العرب كلها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم.

📖 ﴿ *وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً*﴾
📖 ﴿ أَفْوَاجاً﴾
💦 يعني جماعات إثر جماعات كما حصل ؛ فالفتح وقع في عام ثمانية ، وفي العام التاسع كان عام الوفود ، حيث جاءت وفود العرب مُسَلِّمةً ومُسلِمةً تبايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم -

📖  ( *فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ*﴾ 💦 أي سبح ربك ، سبح أي نزِّه ، لأن التسبيح بمعنى التنزيه .
💦 و الباء هنا للمصاحبة ، يعني سبِّح تسبيحًا مصحوبًا بحمد ربك ، وهذا أفضل أنواع التسبيح .
👈🏽 لأن التسبيح إذا كان وحده فهو تنزيه ، فإذا كان معه الحمد كان معه الثناء.

💦إذن التسبيح هو التنزيه ، والحمد هو ذكر المحمود بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم .
فلابد من هذين الأمرين : محبةٌ، وتعظيمٌ لأنه إن خلا من المحبة والتعظيم سُمِّيَ مدحًا ، مثل أن تمدح جدارًا فتقول: جدارٌ طويلٌ، فإن ذلك ليس فيه محبةٌ ولا تعظيمٌ، فيسمى مدحًا، ولا يسمى حمدًا. الحمد هو ما يكون معه المحبة والتعظيم .
💦 والحمد يختلف عن الشكر بأنه يكون في اللسان ، أما الشكر فإنه يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح كما قال الله - عز وجل: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ: 13]

🔮 قال سبحانه :
📖 ﴿ *فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ*﴾
💦 أي اطلب عفوه و مغفرته ، و ستره لذنوبك ، لأن الاستغفار يجمع معنيين : طلب الستر ، والتجاوز .
فإذا استغفرت الله -سبحانه وتعالى - ينبغي لك أن تستحضر هذين المعنيين :
- أن يستر الله عليك فلا يفضحك بشيءٍ مما بدر منك .
- وأن يتجاوز عن الذنب فلا يؤاخذك به .

📖 ﴿ *فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً*﴾ 💦يعني إذا استغفرته وأنت صادقٌ في استغفارك فإن الله يقابلك بأن يتوب عليك ، و كلما استغفرت تاب ، فهو توَّابٌ كثير التوبة على عباده ، بل إنه - سبحانه وتعالى - يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يديه بالنهار ليتوب مسيء الليل

💎 هذه السورة قال فيها عمر وابن عباسٍ وبعض الصحابة : " إنها كانت نعي رسول الله " ، يعني علامة على موته -صلى الله عليه وسلم - ..
⛔ فمن أين أخذوا ذلك؟
⭕أن معنى السورة  يوحي أن الرسالة التي جاء بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أداها

💦ولذلك عمر اختبر فهم بعض الصحابة ، فقال : ما تقولون في قوله الله - عز وجل : ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * ... ﴾ ؟
فقالوا : أمر الله نبيه إذا جاءه نصر الله ، وفتح الله عليه ، ودخل الناس في دين الله ؛ أن يسبح وأن يستغفر .
فقال : " ليس الأمر كما تقولون".
ليس معنى هذا أن عمر يُنكر عليهم أن هذا معنى السورة ، ولكنه يقول :    أنا أريد المعنى الذي في جوف هذه الآيات ...
ثم قال لابن عباس : " ما تقول فيها يا ابن عم رسول الله ؟ " .
قال : "هذه أجل رسول الله " .
قال : " ما أعلم منها إلا ما تعلم " .

هذه القصة تدلنا على أن تدبر القرآن نوعان :
النوع الأول : نوع يفهمه كل أحد ، من ظاهر الألفاظ.
والنوع الثاني : نوعٌ لا يصل إليه إلا العلماء .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تدبر في سورة الجن