تفسير سورة الكوثر

📚  *تفسير و تدبر سورة الكوثر من دورة الأترجة*

💎 تسمى سورة الكوثر ، و سورة إنا أعطيناك الكوثر ، و سورة النحر .

💎 هذه السورة اختُلف فيها هل نزلت في مكة أو في المدينة ؛ لأن بعض الروايات جاءت تدل على أنها نزلت في المدينة ..
◽ففي صحيح مسلم عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نَـزَلَتْ عَلَيَّ آنِـفاً سُورَةٌ ) فقرأ : ( بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) ثم قال: ( أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَـرُ؟ ) قلنا الله ورسوله أعلم قال : ( فَإنَّهُ فَإِنَّهُ نَهْرٌ ، وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ ، هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ ، فَيُخْـتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ ، فَأَقُولُ : رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي ، فَيُـقَـالُ : إِنَّـكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ ) .

◽وأكثر العلماء على أنها نزلت بمكة ، وأنه عندما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك لأصحابه في المدينة أنه ما أراد أنها نزلت عليه الان ؛ وإنما أراد أن يُبيِّن لهم معناها.

💎 و السورة التي قبلها، كانت عن صفات الذين يكذبون بالدين فهم يدعُّون اليتيم ، لا يحضون على طعام المسكين ، يمنعون الماعون . هنا : ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ ، أي اعبد الله - سبحانه وتعالى- وانحر له ، وانفع عباده .

🔮قال الله - عز وجل :
📖 ﴿ *إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ*﴾.
💦 ﴿إِنَّا﴾ صيغة التعظيم جاءت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليدل على أن هناك شيئًا عظيمًا سيؤتاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

📖﴿ *أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ*﴾،  💦 الكوثر إختلف المفسرون فيه ، هل هو بمعنى الخير الكثير أو نهر أعطاه الله لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم ؟
💦 والصحيح أنه لا تعارض بين التفسيرين ، فهو في اللغة بمعنى الخير الكثير ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بيَّن أنه قد أعطي هذا الكوثر الذي هو نهر في الدار الآخرة ، فهو من الخير الكثير الذي أعطيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، وبهذا نحن نقول :
📖 ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ﴾ 💦 أي أعطيناك الخير الكثير الذي منه ذلك النهر الذي أوتيته في الجنة.

◽وقد ورد في الأحاديث ما يدل على أن الحوض من الكوثر ، وأن الكوثر نهر أعطاه الله لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم - في الجنة ، فالحوض يُطلق عليه كوثر ، والنهر الذي في الجنة يُطلق عليه كوثر ، وهما من الخير الكثير الذي أعطيه محمد -صلى الله عليه وسلم.
وبهذا يكون بعضهم فسَّر بالمعنى اللغوي العام الشامل ، وبعضهم فسَّر بما ورد في لفظ الحديث من أن الكوثر نهرٌ أعطيه النبي - صلى الله عليه وسلم.

🔮قال سبحانه :
📖 ﴿ *فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ*﴾ لاحظوا :: كلما يُذكر الله عز وجل عطاءه ونعمة لرسول الله  فإنه يُطلب منه في مقابلها شكر .
◽ولهذا يقول العلماء : كلما فتح الله لك نعمةً ينبغي لك أن تفتح باب شكر
🍂فمثلا أُعطيتَ مالًا، حصلت على هديَّةٍ ؛ اشكر الله و امنح شيئًا منها لفقيرٍ أو يتيمٍ أو مسكينٍ ٍ.
🍂منحك الله سيارةً ، تشكر الله بأن  تذهب بها إلى الصلاة و إلى طلب العلم وتصل بها الرحم ، و تحمل بها أصحاب الحاجات ، وهكذا في كل نعمةٍ يُنعم الله بها عليك.

📖 ﴿ *فَصَلِّ لِرَبِّكَ*﴾
هنا قوله : ﴿فَصَلِّ﴾ لم يُبيِّن أيَّ صلاة .
فالمقصود : صلِّ لربك ولا تصلِّ لأحد غيره .

📖 ﴿ *وَانْحَرْ*﴾
💦 انحر ، يعني اذبح ، النحر يُطلق على ذبح الإبل
💦 و النحر يتحقق فيه مظهر من مظاهر التوحيد ؛ لأن الإنسان يقول : بسم الله أي قاصدًا  الله -سبحانه وتعالى .

📖 ﴿ *إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ*﴾
💦( شَانِئَكَ) أي مبغضك وكارهك وسابَّك وشاتمك

📖﴿هُوَ الأَبْتَرُ﴾
💦 المقطوع ذكره والمقطوع عنه الخير في الدنيا وفي الآخرة.

💦وقد قيل إن هذه الآية نزلت للرد على الذين كانوا يعيرون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنه أبتر، يعني لا يبقى له ولد ،  فبيَّن الله - سبحانه وتعالى - أن كل مَن شتمه وآذاه وأبغضه هو الأبتر .

💦 الذين عيَّروه و آذوه وسبُّوه  ذهبوا في مزبلة التاريخ ، لا تُعرف حتى أسماؤهم ، وبقي هو - عليه الصلاة والسلام - إلى اليوم لا تخلو ثانية واحدة على الكرة الأرضية من ذكره ، فذكره يُعلن على المنابر و الألسن وفي القلوب.