تفسير سورة العصر
📚 *تفسير و تدبر سورة العصر من دورة الأترجة .*
💦 هذه السورة سورة قصيرة لكنها عظيمة ...
قال فيها الإمام الشافعي :
💦 لو ما أنزل الله على خلقه حجة إلا هي ؛ لكفتهم ولو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم ؛ لأنها اشتملت على الأسباب المنجية من الخسران .
💦 ولذلك كان السلف -رضوان الله تعالى عليهم- يتعاهدون في مجالسهم، فيقرؤونها في مجالسهم لأن الإنسان يتذكر بها الأسباب التي ينجو بها من النار ، لن ينجو إلا بأربعة :
🔺- إيمانٍ مبنيٍّ على علم .
🔺- وعملٍ صالح .
🔺- و أن يوصي بعضهم بعضًا بالحق .
🔺- وتواصٍ بالصبر .
👈🏽فمن عمل بهذه الأربعة نجا من النار ، ومَن قصَّر أو فرَّط فيها أو في بعضها فهو على شفا هلكة .
💦 هذه السورة مكية .
💦 مناسبتها لما قبلها من السور : الله - عز وجل - ذكر في سورة التكاثر سبب من أسباب الخسران وهو تكاثر الناس بما لم يُخلقوا من أجله ، فجُمع هنا ما ينجي الإنسان من الخساره كلها وهو الإيمان والعمل الصالح ، والتواصي بالحق ، والتواصي بالصبر .
💦افتُتِحَت هذه السورة بالقسم ، وهو قوله :
📖 ﴿ *وَالْعَصْرِ*﴾
💦 أقسم الله بالعصر ، وقد اختلف هل المراد به العصر الذي هو الوقت المعروف ؟ أو العصر بمعنى الزمن ؟
⭕قولان مشهوران عند المفسرين ، والظاهر أن القسم هنا بالزمن ، لأنه هو محل النجاة و العمل الذي تكون به النجاة من الخسران ، فالله يُقسم به.
❓أنت كيف تنجو من الخسران ؟
⭕أن تستثمر هذا الزمن في الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق ، والتواصي بالصبر .
🔮لذلك قال تعالى :
📖 ﴿ *وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ*﴾
💦 الإنسان هنا المراد به
جميع الناس .
📖 ﴿ *لَفِي خُسْرٍ*﴾
💦 أي في خسارٍ وهلاك.
❓مَن الذي ينجو يا رب؟
⭕ قال سبحانه :
📖 ﴿ *إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا*﴾
💦 حققوا الإيمان .
💦 والإيمان كما يعرفه أهل السنة : إعتقاد بالجنان ( القلب ) ، وقول باللسان ، وعمل بالأركان .
💦 هذا الاعتقاد لابد أن يكون مبنيًّا على علم .
و الدليل قوله تعالى : ﴿إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ ، فلا يمكن للإنسان أن يؤمن إيمانًا صحيحًا ، إلا أن يكون عنده علم نافع ، وهو العلم الذي جاء به الوحي وأنزله الله - سبحانه وتعالى - على الرسل في الكتب أو عبر الوحي إليهم .
📖 ﴿ *إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا* ﴾
💦أي إيمانًا صحيحًا.
📖 ﴿ *وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ*﴾ 💦 أي لم يكتفوا بمجرد الاعتقاد ؛ بل قرنوا الاعتقاد بالعمل ..
👈🏽 ولاحظ كيف وصف العمل بأنه ﴿الصَّالِحَاتِ﴾ ⛔ لأنه ليس كل عمل ينفع الإنسان لينجو من الخسران ؛ بل الذي ينجي الإنسان من الخسران هو العمل الصالح ، والعمل لا يكون صالحًا حتى يتوفر فيه أمران :
🔺- أن يكون خالصًا لله -عز وجل .
🔺- وأن يكن على هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
💦ثم جاء بالوصف الثالث فقال سبحانه :
📖﴿ *وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ*﴾.
💦 تواصوا صيغة تفاعل، و صيغة التفاعل تدل على أن كل واحد منهم يقوم بما يجب عليه في إيصاء الآخرين بالحق ..
مثل التواصي بالصلاة ، وأوصيك أن تنتهي عن الربا ولذلك لا ينجو الإنسان إلا بالتواصي .
﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾
[آل عمران: 110].
💦 و الحق يعني الهدى والخير والإيمان والطاعة.
🔮قال تعالى :
📖 ﴿ *وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ*﴾ هذه المسألة الرابعة
💦 أي وصَّى بعضهم بعضًا بالصبر .
مثل : أوصيك بالصبر على الصلاة ،
💦 نصبر على التواصي بالحق ، لأن التواصي بالحق أمر صعب ، ولذلك جاء في وصايا لقمان : ﴿يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ﴾ [لقمان: 17]، لماذا قال: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ﴾ بعد قوله ﴿وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنكَرِ﴾؟
لأن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لابد أن يناله من الخلق شيء من المكروه ، فيجب أن يصبر
ويدخل فيها أيضًا الصبر على أقدار الله المؤلمة ، موت عزيز ، ذهاب مال ، فقد عضو ، إلى آخره، تصبر عليها، فأوصيك بالصبر.
هذه هي سورة العصر –نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن ينفعنا بها.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتكم تسعدني