تدبر من سورة الغاشية
📚 *تفسير و تدبر جزء عم من دورة الأترجة سورة الغاشية* ..
🔮قال الله - عز وجل -:
📖( *وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16) أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ* (26))
📖﴿ *وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ*﴾ 💦 هذه على طريقة القرآن في المثاني ، وهي أنه - سبحانه وتعالى - ذكر عذاب الكفار ، وذكر في مقابله نعيم أهل الجنة ، فوصف الوجوه لأنها إذا ظهرت عليها أثر النعمة والسرور دلَّ ذلك على أن باقي الجسم والنفس والقلب كلها في خير .
📖﴿لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ﴾
💦 يعني لجزاء سعيها في الدنيا راضية ، فهي الآن ترى جزاء السعي فترضى رضًا شديدًا .
💦 الرضى هو منتهى الفرح بالنتيجة .
📖﴿ *فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ*﴾
💦 أي رفيعة ، وليست سافلة .
📖﴿ *لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً*﴾ 💦 لا تسمع فيها كلمة باطلة مؤذية من اللغو الذي لا ينفع ، بل قد يُضر الإنسان سماعه ، بل كل الكلام الذي يُسمع فيها كلام طيب، وكلام حق.
📖 ﴿ *فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ*﴾ 💦 أي عيون ، فكلمة " عين " هنا اسم جنس يدل على العيون التي في الجنة .
📖 ﴿جَارِيَةٌ﴾
💦 ليست ماكثة فيُصبح فيها الآفات ، ولكن جارية ، وهذا ألذ حتى في النظر .
📖﴿ *فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ*﴾ 💦 سررها من طيبها ولينها وجمالها مرفوعة ، وكلما كان السرير مرفوعًا كان أبهى في النظر ، وأحسن في المجلس ، وألذ وأتم في النعمة .
📖 ﴿ *وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ*﴾ 💦 أكواب مُعدَّة للشراب موضوعة بين أيديه ، متى أرادوا أن يشربوا فإنهم يجدون الشراب ، ويجدون الكوب الذي يملئونه بما يشاءون من أنواع الأشربة .
📖 ﴿ *وَنمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ*﴾ 💦 النمارق جمع نمرقة ، والنمرقة هي الوسادة .
📖 ﴿ *مَصْفُوفَةٌ*﴾
💦 أي قد صُفَّت صفًّا جميلًا بديعًا رائعًا.
📖 ﴿ *وَزَرَابِيُّ*﴾
💦 أي بُسُط .
📖﴿ *مَبْثُوثَةٌ*﴾
💦 أي قد وُزِّعَت في أماكن متعددة ، أينما تريد تجلس تجد هذه الزرابي ، وتجد تلك الوسائد .
🔮قال الله - عز وجل - بعد أن ذكر النعيم قال :
📖﴿ *أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ*﴾
💦 هذا من باب استفهام يراد به التبكيت ..
💦 يعني ما الذي يجعلكم تكفرون؟!
💦 أفلم تروا إلى قدرة الله - عز وجل - المبثوثة بين أيديكم؟!
💦وبدأ سبحانه بالإبل لقربها منهم ، ولكثرة ما فيها من الأعاجيب
وما زال العلم إلى اليوم يكتشف في الإبل أشياء عجيبة جدًّا ..
صبرها على العطش الطويل ، تحمل الأثقال وهي جالسة باركة ثم تقوم بها ، تهتدي إلى المكان الذي رجعت منه ، تعرف صاحبها ، تنتقم ولو بعد سنين ، تعرف الذي يُحسن إليها فتحسن إليه ؛وأعاجيبها لا تكاد تنتهي.
🔮قال سبحانه :
📖 ﴿ *أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ*﴾
⁉مَن الذي خلقها هذه الخِلقَة؟
⁉إذن فما الذي يدعوهم الإنكار البعث ، وإنكار ما تأتي به يا محمد - صلى الله عليه وسلم - من العجائب في هذا القرآن والحقائق التي لا يجوز إنكارها ، ولا يمكن لعاقل أن يشكَّ فيها .
🔮ثم قال سبحانه :
📖 { *وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ* ﴿18﴾ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ﴾
💦 أي جُعلت منصوبة عالية .
📖 ﴿ *وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ*﴾
💦 فإن قيل : هل الأرض مسطحة؟ قلنا: نعم ، هي في نظرنا مسطحة ، وإن كانت في جملتها كرويَّة مدوَّرة ، لكن في النظر نراها أمامنا سطحًا واضحًا ظاهرًا .
🔮ثم قال الله -عز وجل-: 📖﴿فَذَكِّرْ﴾
💦 يا محمد ، أنت بعد أن أقمت الحجج ، وبينت الدلائل ، وذكرت المصائر والجزاء ، ذكر ..
📖﴿ *إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ*﴾
💦 هذه مهمتك ، ليس عليك أن تخلق الهداية في قلوب هؤلاء ؛ بل عليكَ أن تذكرهم ، وليس عليك شيء آخر .
﴿لَسْتَ عَلَيْهِم بمُسَيْطِرٍ﴾
💦 لستَ قهَّارًا لهم تجبرهم على الإيمان .
📖 ﴿ *إِلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ*﴾ 💦 " إلا " بمعنى لكن ، أي لكن مَن تولى وكفر ..👇🏼
📖 ﴿ *فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ*﴾
🔮ثم هدَّد سبحانه بقوله: 📖 ﴿ *إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ* ﴾
💦 أي مرجعهم ومصيرهم إلينا ، فنحاسبهم على القليل والكثير ، والصغير والنقير والقطمير .
﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾
💦 نحن الذين سنتولى حسابهم ، وسيعلمون ماذا سنفعل بهم ، كما قال الله -عز وجل-:
🔀 ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾
[الأنبياء: 47].
أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يفقهنا في الدين ، ويعلمنا تأويل ؛ و يرزقنا العمل بما نعلم .. آمين
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتكم تسعدني